مسائل متعلقة بيوم التروية:
1- ما هو حكم يوم التروية؟ وهل هو من أركان الحج أو واجباته؟
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي: لقد من الله علي بأداء فريضة الحج هذا العام مع والد ووالدة زوجي؛ نظرا لأن ظروف عمل زوجي في المملكة لم تسمح له بمرافقتنا، وقد ظللت بمكة شهرا كاملا أديت فيه العمرة ونويت حج تمتع، وسؤالي الآن: لقد أحرمنا بالحج يوم السابع من ذي الحجة، وأحرمت أنا كذلك معهم، ثم توجهنا مباشرة إلى عرفات، حيث مكثنا هناك السابع والثامن والتاسع من ذي الحجة، فهل ما فعلناه صحيح؟ وما الحكم إذا كان غير ذلك؟ أثناء سيرنا من عرفة إلى مزدلفة ضللت أنا وطفلتي الطريق، وابتعدت عن من كانوا معي، ولكن الله يسر لي والحمد لله أخا مصريا وزوجته ظللت معهم حتى الذهاب إلى مكة لطواف الوداع، وكنت مرتبطة بهم ليوصلوني إلى جدة، حيث استطيع الذهاب إلى والد ووالدة زوجي وطفلي الذي كان معهم، ونظرا لهذه الظروف فقد نويت الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، وأعطانا السائق مهلة ساعتين للعودة ثم الذهاب إلى جدة، وقد أخبرتني الأخت بأنه من الجائز السعي ثم الطواف؛ نظرا لأني لو طفت فلا بد أن يكون آخر عهدي بالبيت هو الطواف، ومن ثم سعيت ثم طفت، وكنت أسرع أثناء ذلك؛ لأن طفلتي معهم وأخاف أن أتأخر عنهم، وبعد عودتي قرأت أن من شروط صحة السعي أن يكون قبله طواف.
والسؤال هل السعي قبل طواف الوداع جائز؟ وما الحكم إذا كان ما فعلته غير صحيح؟ وفي حالة إذا ما وجب علي دم هل أستطيع توكيل من يذبحه عني في مكة لاستحالة ذهابي إلى مكة الآن، وربما حتى عودتي إلى مصر؟
فأجابت: "أولاً: المشروع لمن بمكة ونوى الحج أن يحرم به يوم الثامن من ذي الحجة، ويمكث بمنى اليوم الثامن، يصلي فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم يذهب إلى عرفة صبيحة اليوم التاسع بعد طلوع الشمس، لكن من لم يفعل ذلك وذهب إلى عرفة قبل ذلك فإن ذلك لا يؤثر على حجه.
ثانيًا: المشروع السعي للحج بعد الطواف، لكن إذا سعت قبل الطواف ونوت به طواف الحج والوداع ثم سافرت فإنه يجزئها ذلك، ولا شيء عليها. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم"([1]).
الشيخ: عبد الله بن غديان الشيخ: عبد الرزاق عفيفي
الشيخ: عبد العزيز ابن باز
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: "المبيت بمنى ليلة التاسعة مستحب وليس بواجب"([2]).
2- ما هي أحكام الصلاة بمنى للحجاج؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "يُصَلُّوا بمنى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. والسنة أن يُصَلُّوا كل صلاة في وقتها قصرًا بلا جمع، إلا المغرب والفجر فلا يقصران"([3]).
3- ما حكم المبيت ليلة التاسع بمنى؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: ما حكم من ترك المبيت بمنى الليلة التاسعة من ذي الحجة من أجل الحريق الذي وقع في منى عام 1417هـ؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "لا شيء عليه؛ لأن المبيت بمنى ليلة التاسعة مستحب وليس بواجب"([4]).
4- متى يبدأ إحرام المتمتع بالحج؟ ومن أي مكان يحرم؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "اليوم الثامن هو محل الإحرام إذا كان في مكة وقد تحلل، أو ينوي الحج وهو من أهل مكة المقيمين بها، فالأفضل له الإحرام في اليوم الثامن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه رضي الله عنهم الذين تحللوا من العمرة بذلك، فأحرموا بالحج يوم الثامن ثم توجهوا إلى منى، هذا هو الأفضل للحاج يحرم من منزله، يغتسل ويتطيب ويلبس الإزار والرداء، ويتوجه إلى منى محرمًا، ولا يحتاج إلى وداع سواء كانت إقامته في الحرم أو في الحل.
وهكذا المرأة من منزلها أو من مخيمها أو من أي مكان، تغتسل وتتطيب بالطيب المناسب، وتلبس الثياب المناسبة التي ليس فيها فتنة، وتحرم وتتوجه إلى منى من غير حاجة لوداع، هذا هو المستحب في اليوم الثامن، وإن أحرم قبله فلا حرج، ولكن اليوم الثامن هو الأفضل، وإن تأخر حتى أحرم في اليوم التاسع فلا حرج أيضًا، ولكن الإحرام في اليوم الثامن هو الأفضل كما تقدم؛ لان الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بذلك"([5]).
5- من أين يحرم الحاج يوم التروية؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: من أي مكان يحرم الحاج يوم التروية؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "يحرم من منزله كما أحرم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من منازلهم في الأبطح في حجة الوداع، بأمر النبي صلى الله عليه وسلم. وهكذا من كان في داخل مكة يحرم من منزله؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن كان دون ذلك ـ أي دون المواقيت ـ فمهله من أهله، حتى أهل مكة يهلون من مكة)) متفق على صحته"([6]).
6- هل يجوز صيام التروية لمن لم يجد الهدي؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إن عجز المتمتع والقارن عن الهدي، وجب عليه أن يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، وهو مخير في صيام الثلاثة، إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة، قال تعالى: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام}.
وفي صحيح البخاري، عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهم قالا: (لم يرخَّص في أيام التشريق أن يُصمن إلا لمن لم يجد الهدي). وهذا في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن يقدم صوم الأيام الثلاثة على يوم عرفة، ليكون في يوم عرفة مفطرًا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف يوم عرفة مفطرًا، ونهى عن صوم يوم عرفة بعرفة، ولأن الفطر في هذا اليوم أنشط له على الذكر والدعاء"([7]).
7- ماذا يسن للحاج أن يعمل في يوم التروية؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة للحاج أن يحرم اليوم الثامن من ذي الحجة قبل الظهر، ويتوجه إلى منى، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا بلا جمع، ثم يتوجه إلى عرفة بعد طلوع الشمس؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وأمر الصحابة الذين حلوا من عمرتهم بذلك"([8]).
8- متى يخرج الحاج إلى منى في اليوم الثامن؟
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "السنة للحاج أن يحرم اليوم الثامن من ذي الحجة قبل الظهر، ويتوجه إلى منى، فيصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرًا بلا جمع"([9]).
9- هل يقصر أهل مكة مع الحجاج؟
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال التالي: هل قصر الصلاة لأهل مكة في المشاعر خاص بالحجاج فقط، أم يشمل حتى الباعة منهم وغيرهم ممن يوجدون في المشاعر من غير حج؟
فأجاب رحمه الله بقوله: "المشهور عند العلماء أن هذا القصر خاص بالحجاج من أهل مكة فقط على قول من أجازه لهم. أما الجمهور فيرون أن أهل مكة لا يقصرون ولا يجمعون؛ لأنهم غير مسافرين، وعليهم أن يتموا كلهم ويصلوا الصلاة في أوقاتها.
ولكن من أجازه للحجاج فهو خاص بالحجاج فقط من أهل مكة وهو الأصح؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمرهم بالإتمام.
أما الباعة ونحوهم ممن لم يقصد الحج فإنه يتم ولا يجمع كسائر سكان مكة"([10]).
وقال رحمه الله في موضع آخر: "ظاهر السنة الصحيحة المعلومة من حجة النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، أن جميع الحجاج يقصرون في منى فقط من دون جمع، ويجمعون ويقصرون في عرفة ومزدلفة، سواء كانوا آفاقيين أو من أهل مكة وما حولها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لأهل مكة أتموا"(